واما حديث زيد بن خالد فرواه الترمذي في الطهارة والنسائي في الصوم من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن زيد بن خالد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل فكان زيد بن خالد يشهد الصلوات في المسجد وسواكه على اذنه موضع القلم من اذن الكاتب لا يقوم إلى الصلاة لا استن ثم رده إلى موضعه انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح انتهى وذهل شيخنا علاء الدين في عزوه هذا الحديث بتمامه لأبي داود وأبو داود لم يخرج منه الا فضل السواك لم يذكر فيه تأخير العشاء وعجبت من أصحاب الأطراف إذ لم يبينوا ذلك مع أنه من عادتهم كابن عساكر وشيخنا الحافظ جمال الدين المزي وقد أحسن المنذري في مختصره إذ بين ذلك لما ذكر لفظ أبي داود فعزاه للترمذي والنسائي ثم قال وحديث الترمذي مشتمل على الفضيلتين يعني فضل السواك وفضل الصلاة وأعجب من ذلك ما ذكره النووي في الخلاصة مقتصرا على فضل تأخير العشاء وعزاه لأبي داود والترمذي ثم إن أصحاب الأطراف عزوه للنسائي في الصوم ولم أجده في الصغرى فلينظر الكبرى حديث آخر أخرجه مسلم عن الحكم عن نافع عن بن عمر قال مكثنا ذات ليلة ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة فخرج إلينا حين ذهب الليل أو بعضه فلا ندري أشئ شغله في أهله أو غير ذلك فقال حين خرج انكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة ثم أمر المؤذن فأقام الصلاة وصلى انتهى حديث آخر قال بن أبي حاتم سمعت أبي وذكر حدثنا مروان الفزاري عن محمد بن عبد الرحمن بن مهران عن سعيد المقبري عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن يثقل على أمتي لاخرت صلاة العشاء إلى ثلث الليل قال
(٣٥٠)