كل شئ) 1 فلما لم يكن الكفر بمتقن ولا بمحكم ولا بحق ولا بعدل علمنا أنه ليس من صنعه، لأنه متفاوت متناقض، وقد قال تعالى: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) 2 فأخبر أن الاختلاف لا يكون من عنده، وقال تعالى: (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) 3 والكفر متفاوت [فاسد] 4 متناقض، فثبت أنه ليس من خلقه و أنه عمل الكافرين. فإن قال: فلم زعمتم أن قوله (كل شئ) قد خرج منه بعض الأشياء ؟ قيل له: قد قال الله تعالى: (إن زلزلة الساعة شئ عظيم) 5 ولم يخلقها، والايمان الذي أمر الله به فرعون والكافرين لم يخلقه، فثبت أن الأشياء (أطلق) 6 في بعض دون بعض، وقد قال الله تعالى: (وأوتيت من كل شئ) 7 ولم تؤت من ملك سلمان شيئا ، وإنما أراد مما أوتيته [هي] 8 دون ما لم تؤته. وقال تعالى: (يجبى إليه ثمرات كل شئ) 9 وقد علمنا أنه لم تجب 10 إليه ثمرات الشرق والغرب، وإنما أراد مما يجبى [إليه و] 11 كذلك قوله تعالى:
.