وسمى نفسه فيه بالأسماء الحسنى، ووصفها فيه بالصفات المثلى ليسميه بها 1 العباد، ويصفوه بها ويسبحوه ويقدسوه 2 ولا إله إلا الله وحده، ولا قديم إلا الله دون غيره من كل اسم وصفة ومن كل كلام وكتاب، ومن كل شئ جاز أن يذكره ذاكر، أو يخطره على باله مفكر. هذا قولنا في توحيد ربنا.
[دعوة أهل الحق في العدل] 3 فأما قولنا في عدله - وهو المقصود من هذا الكتاب وإنما أوردنا معه غيره لأنا أردنا إيراد جملة الاعتقاد - فإنا نشهد أنه العدل الذي لا يجوز، والحكيم الذي لا يظلم ولا يظلم 4، وأنه لا يكلف عباده ما لا يطيقون، ولا يأمرهم بما لا يستطيعون.
ولا يتعبدهم بما ليس لهم إليه سبيل، لأنه أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين الذي أمرنا بالطاعة، وقدم الاستطاعة، وأزاح العلة، ونصب الأدلة، وأقام الحجة وأراد اليسر ولم يرد العسر، فلا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يحملها ما ليس من طاقتها، ولا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يؤاخذ أحدا بذنب غيره، ولا يعذبه على ما ليس من فعله، ولا يطالبه بغير جنايته وكسبه، ولا يلومه على ما خلقه فيه، ولا يستبطئه فيما لم يقدره عليه، ولا يعاقبه إلا باستحقاقه، ولا يعذبه إلا بما جناه على نفسه، وأقام الحجة عليه فيه، المنزه عن القبائح، والمبرأ عن الفواحش، والمتعالي عن فعل الظلم والعدوان، وعن خلق 5 الزور والبهتان الذي لا يحب .