منع 1 من فعل الواجب من لعنه وإهانته والاستخفاف به.
المسألة الثامنة والعشرون:
[معنى حياة الشهداء والأنبياء والأوصياء] إذا كنا نعلم أن علم المكلف بوصوله إلى ثواب طاعاته عقيب فعلها يقتضي إلجاؤه إليها، وأن يفعلها لأجل الثواب لا لوجه وجوبها، وأن ذلك وجهان يقتضيان قبح تكليفها، ولذلك قلنا بوجوب تأخير الثواب.
فما الوجه من كون الشهيد حيا عنده تعالى والوجيه الحال إلى 2 وما وردت به من وصول الأنبياء والأوصياء ومخلصي المؤمنين إلى الثواب عقيب الموت، وأنهم أجمع أحياء عند الله يرزقون.
الجواب:
إعلم أن الذي يمضي في الكتب من أن المكلف لو قطع على وصوله إلى ثواب طاعته وعقاب معصيته عقيب الطاعة فالمعصية 3، يقتضي الالجاء على نظر في ذلك، غير مناف لما نقوله من أن الشهيد يدخل الجنة عقيب موته بالشهادة.
وكذلك الأنبياء والأوصياء، لأن الشهادة أولا ليست من فعل الشهيد، وإنما بطلان حياته بالقتل في سبيل الله تعالى يسمى (شهادة)، والقتل الذي به تكون الشهادة من فعل غير الشهيد، فكيف يجوز الالجاء إليه؟ ولا هو يجوز أن يقال أنهم ملجأون إلى الجهاد، لأن الجهاد لا يعلم وقوع الشهادة لا محالة، .