حجة، وما ليس كذلك لا يعمل به ولا يلتفت إليه.
(حمل أخبار الرؤية على التقية والمناقشة فيه) قال صاحب الكتاب دليل آخر: وهو أن مشائخ العصابة وأمناء الطائفة قد رووا أخبار العدد، كما رووا أخبار الرؤية، وقد علمنا أن الأئمة عليهم السلام كانوا في زمان تقية ولم يكتب أحد من المتغلبين في أيامهم، ولا من العامة في وقتهم بقول في العدد فيخوفه 1، وفي علمنا بخلاف ذلك دلالة على أن أخبار الرؤية أولى بالتقية.
يقال له: هذا منك كلام على من يحتج في إثبات الرؤية بأخبار الآحاد المروية، ونحن لا نحتج بشئ من ذلك ولا نقول إلا على طرف من الأدلة توجب العلم ويزول معها الشك والريب، وقد تقدم في صدر كتابنا هذا ما يجب أن يعول عليه.
فأما ترجيح أخبار العدد على أخبار الرؤية بذكر الرؤية، فهو وإن كان كلاما على غيرنا ممن يعول 2 على أخبار الآحاد في إثبات العمل بالرؤية. فهو أيضا غير معتمد، لأن أكثر ما في هذا الترجيح الذي ذكره أن يكون أخبار العدد الظن فيها أقوى منه في أخبار الرؤية، ومع الظن بالتجويز 3 قائم، والعلم القاطع غير حاصل، والعمل مع ذلك لا يسرع 4، لأن العمل إنما يحسن مع القطع لا مع قوة الظن.
.