وما ذكرناه في اللغة مشهور، قال لبيد بن ربيعة 1:
ألا كل شئ ما خلا الله باطل * وكل نعيم لا محالة زائل ولم يرد أن الحق باطل، ولا أن شعره هذا الذي قاله) 2 باطل، وقد قال كل شئ وإنما أراد بعض الأشياء، ويقول القائل 3 (دخلنا المشرق فاشترينا كل شئ ورأينا كل شئ حسن)، وإنما أراد كل شئ مما اشتروا، وكل شئ مما رأوا 4، وكذا (خالق كل شئ) مما خلقه لا مما فعله عباده، لأنه لا يجوز أن يفعل العباد خلق رب العالمين. ويقال لهم: إن كان يجب أن تكون أعمال العباد خلق الله لقول الله: (خالق كل شئ) 5، فيجب أن يكون كل خلقه حسنا لقوله: (الذي أحسن كل شئ خلقه) 6 فيجب أن يكون الشرك حسنا، وكذلك الظلم والكذب والفجور والفسوق، لأن ذلك عندهم خلق الله تعالى.
فإن قالوا: إن قوله (الذي أحسن كل شئ خلقه) إنما أراد بعض الأشياء.
قيل لهم: فما أنكرتم أن يكون قوله (خالق كل شئ) إنما وقع على كل شئ