صراط مستقيم. ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون) 1 فأخبر أن الشيطان أضلهم عن الحق.
وقال: (إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) 2 وقال تعالى: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم) 3 ولم يقل فلا تلوموني ولوموا ربكم، لأنه أفسدني وأفسدكم، وكفرني وكفركم.
و [لو] 4 قصدنا إلى الأخبار عما أضافه الله تعالى إلى الشيطان من معاصي العباد لكثر ذلك وطال به الكتاب.
فصل [الفرق بين صنع الخالق والمخلوق ودلالة الكتاب] 5 فإن قال قائل: ما الدليل على أن الله تعالى لم يفعل أفعال عباده، وإن فعل العبد غير فعل رب العالمين؟
قيل له: الدليل على ذلك من كتاب الله تعالى، ومن أخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن إجماع الأمة، ومن حجج العقول:
فأما ما يدل على ذلك من كتاب الله فقوله سبحانه وتعالى: (صنع الله الذي .