المسألة الأولى (حكم معتقد الحق تقليدا) ما القول في معتقد الحق تقليدا؟ أكافر أم مؤمن أم فاسق؟.
فإن كان كافرا وندم عن تقليده وقصد إلى النظر، أيترك التكليف الشرعي إلى أن تستقر له المعرفة؟ إذ كانت صحتها موقوفة على حصول المعرفة، أو يعمل بها 1 مع علمنا بأنها غير عبادة.
فإن كان العمل بها واجبا، ففيه خلاف الأصول. وإن كان غير واجب، ففيه خلاف ما أجمع المسلمون عليه، من وجب التكليف الشرعي على كل بالغ كامل العقل.
وكذلك القول في زمان مهلة النظر لكل مكلف وما زاد عليها من الأزمان التي فرط فيها في النظر في طريق المعرفة، هل يجب عليه فيها العبادات؟ وما يفعله إذا حصلت له المعرفة بدليلها؟ أيقضي ما تركه أو ما فعله أو لا؟.
الجواب:
إعلم أن معتقد الحق على سبيل التقليد غير عارف بالله تعالى، ولا بما أوجب عليه من المعرفة به. فهو كافر لإضاعته المعرفة الواجبة.
ولا فرق في إضاعته الواجب عليه من المعرفة، بين أن يكون جاهلا معتقد الحق، وبين أن يكون شاكا غير معتقد لشئ، أو بين أن يكون مقلدا. لأن خروجه من المعرفة على الوجوه كلها حاصل في إطاعته لها ثابتة، وهو كافر. لأن الاخلال .