بسم الله الرحمن الرحيم [مسألة في حكم الباء في قوله تعالى (وامسحوا برؤوسكم)] ليس يمتنع القول من دخول الباء وإن لم يقتض التبعيض في أصل اللغة، وإنما إذا دخلت لغير أن يعدى الفعل بها وعريت من فائدة من لم يحمل على إفادة التبعيض أن تحمل عليه.
فيقال في قوله تعالى (وامسحوا برؤوسكم) 1 معلوم أن الباء ما دخلت هاهنا لتعدية الفعل إلى المفعول، لأنه متعد بنفسه، ومحال أن يكون وجودها كعدمها، فيجب حملها على إفادة التبعيض، وإلا لكان دخولها عبثا.
فإن قيل: ألا دخلت للتأكيد إذا أريد به أنه يفيد ما أفاده المؤكد من غير زيادة عليه كان عبثا، ويكلمنا على ما يغن 2 ضربه من قولهم (جاء زيد نفسه)