الأمة من الشيعة الإمامية وجمهور أصحاب الشافعي أن الصلاة تبطل بتركه وهل مثل هذه الفضيلة لمخلوق سواهم أو تتعداهم؟.
ومما يمكن الاستدلال به على ذلك أن الله تعالى قد ألهم جميع القلوب وغرس في كل النفوس تعظيم شأنهم وإجلال قدرهم على تباين مذاهبهم واختلاف دياناتهم ونحلهم، وما اجتمع 1 هؤلاء المختلفون المتباينون مع تشتت الأهواء وتشعب الآراء على شئ كاجماعهم على تعظيم من ذكرناه وإكبارهم أنهم 2 يزورون قبورهم ويقصدون من شاحط البلاد وشاطئها 3 مشاهدهم ومدافنهم والمواضع التي وسمت 4 بصلاتهم فيها وحلولهم بها وينفقون في ذلك الأموال ويستنفدون الأحوال، فقد أخبرني من لا أحصيه كثرة أن أهل نيسابور ومن والاها من تلك البلدان يخرجون في كل سنة إلى طوس لزيارة الإمام أبي الحسن علي ابن موسى الرضا صلوات الله عليهما بالجمال الكثيرة والأهبة 5 التي لا توجد مثلها إلا للحج إلى بيت الله 6.
وهذا مع المعروف من انحراف أهل خراسان عن هذه الجهة وازورارهم 7 عن هذا الشعب، وما تسخير هذه القلوب القاسية وعطف هذه الأمم البائنة 8 .