[أهل] 1 الآخرة في الثواب والعقاب، وإن منع [من] 2 ذلك سمع أو إجماع، عول عليه في المنع منه، وإلا فقد كان مجوزا.
وليس لأحد أن يقول: كيف [يكون] 3 أهل الآخرة مكلفين وليس لهم دواع مترددة، والشبهة لا تدخل 4 عليهم، والتكليف إنما يحسن تعريضا للثواب و [الثواب] 5 لا يستحق مع توفر الدواعي وامتناع دخول الشبهة.
فالجواب عن هذه الشبهة: إنه غير ممتنع دخول الشبهة على أهل الآخرة، فيصح أن يكلفوا، لأنهم في معاينتهم تلك الأحوال والآيات يجرون 6 مجرى من شاهد المعجزات العظيمة للأنبياء عليهم السلام في أنه مكلف، ويجوز دخول الشبهة عليه.
وأما الذي يدل على أن أهل الآخرة لا بد أن يكونوا عارفين بالله تعالى وأحواله، فهو أن المثاب متى لم يعرفه تعالى، لم يصح منه معرفة كون الثواب ثوابا وواصلا 7 إليه، على الوجه الذي يستحقه 8، وأنه دائم غير منقطع، وإذا كانت هذه المعارف واجبة فما لا يتم هذه المعرفة إلا به - من معرفة الله تعالى وإكمال العقل وغيرهما 9 - لا بد من حصوله.