والفاء للتعقيب فإن البكاء لازم للشبع الذي يعقبه المشيئة وليست المشيئة لازمة للشبع ولذا قالت فأشاء لم يقتصر على ما أشبع من طعام إلا بكيت وقيل إنها للسببية (والله ما شبع من خبز ولحم مرتين في يوم) وفي رواية لمسلم ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز وزيت في يوم واحد مرتين قوله (هذا حديث حسن) وأخرجه مسلم قوله (ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم) وفي رواية الشيخين ما شبع ال محمد (من خبز شعير) فمن البر بالأولى (حتى) أي استمر عدم الشبع على الوجه المذكور حتى (قبض) صلى الله عليه وسلم قال القاري وفيه رد على من قال صار صلى الله عليه وسلم في اخر عمره غنيا نعم وقع مال كثير في يده لكنه ما أمسكه بل صرفه في مرضاة ربه وكان دائما غني القلب بغنى الرب انتهى قوله (وفي الباب عن أبي هريرة) أخرجه الترمذي في هذا الباب قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان قوله (ثلاثا) أي ثلاثة أيام بلياليها (تباعا) بكسر فوقية وخفة موحدة أي متوالية قال الحافظ والذي يظهر أن سبب عدم شبعهم غالبا كان بسبب قلة الشئ عندهم على أنهم كانوا قد يجدون ولكن يؤثرون على أنفسهم انتهى
(٢٠)