وسلم (أبو هريرة) أي أنت أبو هريرة (قال الحق) بهمزة وصل وفتح المهملة أي اتبع (فوجد قدحا) بالفتح فإن القدح لا يكسر (فساءني ذلك) إشارة إلى ما تقدم من قوله فادعهم وقد بين ذلك بقوله (وقلت) أي في نفسي (فسيأمرني) أي النبي صلى الله عليه وآله سلم (أن أديره عليهم) وكأنه عرف بالعادة ذلك لأنه كان يلازم النبي صلى الله عليه وآله سلم ويخدمه وقد أخرجه البخاري في تاريخه عن طلحة بن عبيد الله كان أبو هريرة مسكينا لا أهل له ولا مال وكان يدور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثما دار (ما يغنيني) أي عن جوع ذلك اليوم (فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم القدح فوضعه على يده ثم رفع رأسه فتبسم) وفي البخاري فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم قال الحافظ كأنه صلى الله عليه وسلم تفرس في أبي هريرة ما كان وقع في توهمه أن لا يفضل له من اللبن شئ فلذلك تبسم إليه إشارة إلى أنه لم يفته شئ (فحمد الله وسمى) أي حمد الله على ما من به
(١٥٢)