الطيبي رحمه الله أي شفاعتي التي تنجي الهالكين مختصة بأهل الكبائر قال النووي في شرح مسلم قال القاضي عياض مذهب أهل السنة جواز الشفاعة عقلا ووجوبها سمعا بصريح قوله تعالى يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا وقوله تعالى لا يشفعون إلا لمن ارتضى وأمثالهما وبخبر الصادق وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين وأجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السنة عليها ومنعت الخوارج وبعض المعتزلة منها وتعلقوا بمذاهبهم في تخليد المذنبين في النار واحتجوا بقوله تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين وبقوله تعالى ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع وهذه الآيات في الكفار وأما تأويلهم أحاديث الشفاعة بكونها في زيادة الدرجات فباطل وألفاظ الأحاديث صريحة في بطلان مذهبهم وإخراج من استوجب النار لكن الشفاعة خمسة أقسام أولها مختصة بنبينا وهي الإراحة من هول الموقف وتعجيل الحساب الثانية في إدخال قوم الجنة بغير حساب وهذه أيضا وردت لنبينا وقد ذكرها مسلم الثالثة الشفاعة لقوم استوجبوا النار فيشفع فيهم نبينا ومن يشاء الله تعالى الرابعة في من دخل النار من المذنبين فقد جاءت الأحاديث بإخراجهم من النار بشفاعة نبينا والملائكة وإخوانهم من المؤمنين ثم يخرج الله تعالى كل من قال لا إله إلا الله كما جاء في الحديث لا يبقى فيها إلا الكافرون الخامسة الشفاعة في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها انتهى قوله (وفي الباب عن جابر) أخرجه الترمذي في هذا الباب قوله (هذا حديث حسن صحيح الخ) وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم قوله (عن محمد بن ثابت البناني) البصري ضعيف من السابعة
(١٠٨)