بالآلاء، القاهر بعزه والمتسلط - 1 - بقهره، الممتنع بقوته، المهيمن بقدرته، والمتعالي فوق كل شئ بجبروته، المحمود بامتنانه وباحسانه، المتفضل بعطائه، وجزيل فوائده الموسع برزقه، المسبغ بنعمته - 2 - نحمده على آلائه وتظاهر نعمائه حمدا يزن عظمته - 3 - جلاله ويملأ قدر آلائه وكبريائه واشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له الذي كان في أوليته متقادما وفى ديموميته متسيطرا - 4 - خضع الخلائق بوحدانيته - 5 - وربوبيته وقديم أزليته ودانوا لدوام أبديته، واشهد ان محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله وخيرته من خلقه، اختاره بعلمه واصطفاه لوحيه وائتمنه على سره و ارتضاه لخلقه وانتدبه لعظيم امره ولضياء معالم دينه ومناهج سبيله ومفتاح وحيه وسببا لباب رحمته. ابتعثه على حين فترة من الرسل وهدأة من العلم واختلاف من الملل و ضلال عن الحق وجهالة بالرب وكفر بالبعث والوعد، أرسله إلى الناس أجمعين رحمة للعالمين بكتاب كريم، قد فضله وفصله وبينه وأوضحه وأعزه وحفظه من أن يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه تنزيل من حكيم حميد، ضرب للناس فيه الأمثال وصرف فيه الآيات لعلهم يعقلون، أحل فيه الحلال وحرم فيه الحرام وشرع فيه الدين لعباده، عذرا أو نذرا، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ويكون بلاغا لقوم عابدين، فبلغ رسالته وجاهد في سبيله وعبده حتى اتاه اليقين صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا.
أوصيكم عباد الله وأوصى نفسي بتقوى الله الذي ابتدأ - 6 - الأمور بعلمه واليه يصير غدا معادها - 7 - وبيده فنائها وفنائكم وتصرم أيامكم وفناء آجالكم وانقطاع