مدتكم، فكانت قد زالت عن قليل عنا وعنكم كما زالت عمن كان قبلكم، فاجعلوا عباد الله اجتهاد كم في هذه الدنيا، التزود من يومها القصير ليوم الآخرة الطويل، فإنها دار عمل والآخرة دار القرار والجزاء، فتجافوا عنها، فان المغتر من اغتر بها لن تعدوا الدنيا إذا تناهت إليها أمنية اهل الرغبة فيها، المحبين لها، المطمئنين إليها، المفتونين بها ان تكون كما قال الله عز وجل: " كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والانعام " الآية، مع أنه لم يصب امرء منكم في هذه الدنيا حبرة - 1 - الا أورثته عبرة، ولا يصبح فيها في جناح أمن الا وهو يخاف فيها نزول جائحة أو تغير نعمة أو زوال عافية، مع أن الموت من وراء ذلك وهول المطلع والوقوف بين يدي الحكم العدل تجزى كل نفس بما عملت " ليجزى الذين أساؤوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى "، فاتقوا الله عز ذكره، وسارعوا إلى رضوان الله والعمل بطاعته والتقرب اليه بكل ما فيه الرضا، فإنه قريب مجيب، جعلنا الله وإياكم ممن يعمل بمحابه ويجتنب سخطه.
ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وانفع التذكر كتاب الله جل وعز، قال الله، عز ذكره: " وإذا قرء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون " استعيذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، " والعصر ان الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ".
اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد وتحنن على محمد وآل محمد وسلم على محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد، اللهم اعط محمدا الوسيلة والشرف والفضيلة والمنزلة الكريمة، اللهم اجعل محمدا وآل محمد أعظم