وتسعين وخمس مائة ونحن متوجهون نحو الكوفة بعد أن فارقنا الحاج بأرض النجف وكانت ليلة مضحية كالنهار وكان ثلث الليل فظهر نور دخل القمر في ضمنه ولم يبق له أثر فتأملت في سبب ذلك وإذا على قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام عمود من النور يكون عرضه في رأي العين نحو ذراع وطوله نحو عشرين ذراعا وقد نزل من السماء وبقي على ذلك حدود ساعتين ثم ما زال يتلاشى على القبة حتى اختفى عني وعاد نور القمر كما كان، فكلمت جنديا كان إلى جانبي فوجدته قد ثقل لسانه وارتعش فلم أزل به حتى عاد إلى ما كان عليه وأخبرني أنه شاهد مثل ذلك.
قال: وهذا باب متسع لو ذهبنا إلى جميع ما قيل فيه ضاق الوقت عنه وظهر العجز عن الحصر فليس ذلك بموقوف على أحد دون آخر فإن هذه الأشياء الخارقة لم تزل تظهر هناك مع طول الزمان، ومن تدبر ذلك وجده مشاهدة وإخبارا، ومن أحق بذلك منه عليه السلام وأولى وهو الذي اشترى الآخرة بطلاق الأولى، وفيما أظهرنا الله عليه من خصائصه كفاية لمن كان له نظر ودراية، والله الموفق لمن كان له قلت وأراد الهداية. وهذا آخر كلامه.
يقول عبد الرحمن بن محمد بن العتائقي - عفا الله عنه - (1): وأنا كنت جالسا