الباب الثالث عشر فيما ورد عن المنصور وعن الرشيد وعمن زاره من الخلفاء وجدت بخط الشريف الفاضل أبي يعلى الجعفري ما صورته:
قال أحمد بن محمد بن سهل: كنت عند الحسن بن يحيى فجاءه أحمد بن عيسى بن يحيى ابن أخيه فقال له: تعرف في حديث قبر علي عليه السلام غير حديث صفوان الجمال؟ فقال:
نعم، أخبرني مولي لنا عن مولي لبني العباس قال: قال لي أبو جعفر المنصور: خذ معولا وزنبيلا وامض معي. قال: فأخذتهما وذهبت معه ليلا حتى ورد الغري وإذا بقبر فقال: احفر، فحفرت حتى بلغت اللحد فقلت: هذا لحد قد ظهر، فقال: طم، ويلك هذا قبر علي عليه السلام إنما أردت أن أعلم هذا، لأن المنصور سمع بذلك عن أهل بيته عليهم السلام فأراد أن يعرف الحال وقد اتضحت له.
أخبرني الشيخ المقتدي نجيب الدين يحيى بن سعيد يرفعه إلى عبد الله بن حازم قال: خرجنا يوما مع الرشيد من الكوفة وهو يتصيد فصرنا إلى ناحية الغريين والثوية فرأينا ظباءا فأرسلنا عليها الصقور والكلاب، فحاولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلى أكمة فوقفت عليها فرجعت الصقور ناحية من الأكمة ورجعت الكلاب فتعجب الرشيد. ثم إن الظباء هبطت من الأكمة فسقطت الصقور والكلاب فرجعت الظباء إلى الأكمة فتراجعت عنها الكلاب والصقور، ففعلت ذلك ثلاثا، فقال هارون:
اركضوا فمن لقيتموه فآتوني به فأتيناه بشيخ من بني أسد فقال له الرشيد: ما هذه الأكمة؟ قال: إن جعلت لي الأمان أخبرتك، فأعطاه الأمان، قال: حدثني أبي عن آبائه أن هذه الأكمة قبر علي بن أبي طالب عليه السلام جعله الله حرما لا يأوي إليه شئ إلا أمن.
فنزل هارون فتوضأ وصلى عند الأكمة وتمرغ عليها وجعل يبكي ثم انصرفنا.
وعن ياسر قال: قال لي الرشيد ليلة ونحن بالكوفة: يا ياسر قل لعيسى بن جعفر: يركب، فركبا وركبت معهما حتى صرنا إلى الغريين فأما عيسى فطرح