الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٥٦٦
لأنه كان أصلع.
قال: رأيت أبا بردة بن أبي موسى يقول لأبي العادية الجهني (1) قاتل عمار بن
1 - قال المامقاني (ره) في باب الباء من فصل الكنى: (أبو بردة بن أبي موسى الأشعري لم يعرف اسمه وأهمله الأكثر وتعرض له ابن أبي الحديد حيث قال: ومن المبغضين القالين لأمير المؤمنين أبو بردة (فنقل كلام ابن أبي الحديد إلى قوله: لا تمسك النار أبدا، ثم قال) انتهى كلام ابن أبي الحديد ولا يخفى عليك أن وصف ابن أبي الحديد أبا العادية بالجهني سهو من قلمه فإن الجهني نسبة إلى جهينة أبي قبيلة من قضاعة، وأبو العادية فزاري منسوب إلى فزارة أبي حي من غطفان، والزيارة الغديرية الطويلة المروية عن مولانا العسكري (ع) نص فيما قلناه حيث قال: وعمار يجاهد وينادي بين الصفين (إلى أن قال):
فاعترضه أبو العادية الفزاري فقتله فعلى أبي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله أجمعين).
أقول: هذه الزيارة معروفة مذكورة في كتب الزيارات (راجع مزار البحار ص 76 - 79) وأما ما ذكره من نسبة السهو إلى ابن أبي الحديد وكون نسبة قاتل عمار إلى فزارة صحيحة فلعله في محله فذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين عند ذكره مقتل عمار ما نصه (ص 387 من الطبعة الأولى بمصر سنة 1365): (وحمل عليه [أي على عمار] ابن جون السكوني [أو السكسكي] وأبو العادية الفزاري، فأما أبو العادية فطعنه، وأما ابن جون فإنه احتز رأسه) ونقل المجلسي (ره) في ثامن البحار في باب شهادة عمار عن اختصاص المفيد ما نصه (ص 525، س 26): (وحمل عليه [أي على عمار] ابن جوين السكسكي وأبو العادية الفزاري فأما أبو العادية فطعنه، وأما ابن جوين فاحتز رأسه) وقال ابن عبد البر في - الاستيعاب في ترجمة عمار: (وروى الشعبي عن الأحنف بن قيس في خبر صفين قال:
ثم حمل عمار فحمل عليه ابن جون السكسكي وأبو العادية الفزاري، فأما أبو العادية فطعنه وأما ابن جون فاحتز رأسه) وقال الجزري في أسد الغابة في ترجمة عمار: (وقد اختلف في قاتله فقيل: قتله أبو العادية المزني، وقيل: الجهني طعنه فسقط فلما وقع أكب عليه آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان كل منهما يقول: أنا قتلته، فقال عمرو بن العاص: والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة، وقيل: حمل عليه عقبة بن عامر الجهني وعمرو - بن حارث الخولاني وشريك بن سلمة المرادي فقتلوه).
فمن أراد التحقيق فليخض فيه وليراجع مظانه فإن المقام لا يسع أكثر من ذلك.