وهو متكئ على سيفه: إن المحمود على كل حال رب علا فوق عباده فهم منه بمنظر ومسمع، بعث فيهم رسولا منهم لم يكن يتلو من قبله كتابا ولا يخطه بيمينه إذا لارتاب المبطلون (1) فعليه السلام من رسول كان بالمؤمنين [برا] رحيما.
أما بعد فإنا (2) كنا نوضع [فيما أوضعنا فيه بين يدي إمام تقي عادل (3)] في رجال (4) من أصحاب رسول الله صلى، الله عليه وآله أتقياء مرشدين، ما زالوا منارا للهدى ومعلما (5) للدين خلفا عن سلف مهتدين (6) أهل دين لا دنيا، وأهل الآخرة كل الخير فيهم، واتبعهم من الناس ملوك وأقيال (7) وأهل بيوتات وشرف، ليسوا بناكثين ولا قاسطين، فلم تك رغبة من رغب عنهم وعن صحبتهم (1) إلا لمرارة الحق حيث جرعوها، ولو عورته حيث سلكوها، وغلبت عليهم دنيا مؤثرة وهوي متبع وكان أمر الله قدرا مقدورا (9)