[وقد فارق الإسلام قبلنا جبلة بن الأيهم فرارا من الضيم وأنفا من الذلة (1)] فلا تفخرن يا معاوية أن قد شددنا إليك الرحال وأوضعنا نحوك الركاب، فتعلم وتنكر (2) [أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولجميع المسلمين] (3).
ثم التفت إلى النجاشي وقال: ليس بعشك فادرجي (4) فشق على معاوية ذلك [وغضب ولكنه أمسك] فقال: يا عبد الله ما أردنا أن نوردك مشرع ظماء، ولا أن نصدرك عن مكرع رواء (5) ولكن القول قد يجري ألمعيه (6) إلى غير الذي ينطوي عليه من الفعل، ثم أجلسه معه على سريره ودعا له بمقطعات وبرود فصبها (7) عليه ثم أقبل عليه بوجهه يحدثه حتى قام.
فلما قام طارق خرج وخرج معه عمرو بن مرة وعمرو بن صيفي الجهنيان