رضيت برأيك وسيرتك، وكان رجلا ناسكا يتأله، وكان عثمانيا وكان ممن شهد مع معاوية صفين، فخرج من دمشق مسرعا وشيعه رؤساء أهلها فأخذوا يدعون الله بحسن الصحابة ويقولون: أين تريد؟ فيقول: ما أسرع ما تعلمون ذلك إن شاء الله، فلما أخذوا ما يقبلون عنه قال: سبحان الله...! خلق الإنسان من عجل (1) كأنكم قد علمتم إن شاء الله ثم مضى فقال:
اللهم إن كنت قد قضيت أن يكون بين هذا الجيش الذي وجهت فيه وبين أهل حرمك الذي وجهت إليه قتال فاكفنيه، فإني لست أعظم قتال من شرك في قتل عثمان خليفتك المظلوم ولا قتال من خذله ولا دخل في طاعته وانتهك حرمته (2) ولكني أعظم القتال في حرمك الذي حرمت (3).
فخرج يسير وقدم أمامه الحارث بن نمير التنوخي (4) على مقدمته فأقبلوا