ويقول الرجل: جاهدت، ولم يجاهد، إنما الجهاد اجتناب المحارم ومجاهدة العدو، وقد يقاتل أقوام فيحسنون القتال ولا يريدون إلا الذكر والأجر، وإن الرجل ليقاتل بطبعه من الشجاعة فيحمي من يعرف ومن لا يعرف، ويجبن بطبيعته من الجبن فيسلم أباه وأمه إلي العدو، وإنما المثال (1) حتف من الحتوف، وكل امرئ على ما قاتل عليه وإن الكلب ليقاتل دون أهله.
والصيام اجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب.
والزكاة التي فرضها النبي صلى، الله عليه وآله طيبة بها نفسك لا تسنوا (2) عليها سنيها، فافهموا ما توعظون، فإن الحريب (3) من حرب دينه والسعيد من وعظ بغيره، ألا وقد وعظتكم فنصحتكم، ولا حجة لكم على الله أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم (4).