على البصرة فقدمت الكوفة وقد اتسقت لي الوجوه كلها إلا الشام فأحببت أن اتخذ الحجة واقضى العذر وأخذت بقول الله واما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء فبعثت جرير بن عبد الله إلى معاوية معذرا إليه متخذا للحجة عليه فرد كتابي وجحد حقي ودفع بيعتي فبعث إلي أن أبعث إلى قتله عثمان فبعثت إليه ما أنت وقتلة عثمان أولاده أولى به فادخل أنت وهم في طاعتي ثم خاصموا القوم لأحملكم وإياهم على كتاب الله والا فهذه خدعة الصبي عن رضاع الملي فلما يئس من هذا الامر بعث إلي أن أجعل الشام لي حياتك فإن حدث بك حادثة من الموت لم يكن لاحد علي طاعة وإنما أراد بذلك أن يخلع طاعتي عن عنقه فأبيت عليه فبعث إلي أن أهل الحجاز كانوا الحكام على أهل الشام فلما قتلوا عثمان صار أهل الشام الحكام على أهل الحجاز فبعثت إليه إن كنت صادقا فسم لي رجلا من قريش الشام تحل له الخلافة ويقبل في الشورى فإن لم تجده سميت لك من قريش الحجاز من تحل له
(٨٧)