إلى المسير إليكم لأوقعن بكم وقعة لا يكون يوم الجمل عندها الا كلعقة لاعق واني لظان أن لا تجعلوا إن شاء الله على أنفسكم سبيلا وقد قدمت هذا الكتاب إليكم حجة عليكم ولن أكتب إليكم من بعده كتابا إن أنتم استغششتم نصيحتي ونابذتم رسولي حتى أكون أنا الشاخص نحوكم إن شاء الله تعالى والسلام ومن كتبه عليه السلام قال ابن أبي الحديد في الجزء السادس من شرح النهج قال إبراهيم وحدثني يحيى بن صالح عن مالك عن خالد الأسدي عن الحسن بن إبراهيم عن عبد الله بن الحسن بن الحسن قال كتب علي عليه السلام على أهل مصر لما بعث محمد بن أبي بكر إليهم يخاطبهم فيه ومخاطب محمد أيضا فيه إما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله وفي سر أمركم وعلانيته وعلى أي حال كنتم عليها وليعلم المرء منكم ان الدنيا دار فناء وبلاء والآخرة دار جزاء وبقاء فمن استطاع أن يؤثر ما بقي على ما يفنى فليفعل فان الآخرة تبقى والدنيا تفنى رزقنا الله وإياكم نصرا لما نصرنا وفهما لما فهمنا حتى لا نقصر عما أمرنا ولا نتعد إلى ما نهانا واعلم يا محمد انك إلى نصيبك من الآخرة أحوج فان عرض لك أمران أحدهما للآخرة والاخر للدنيا فابدء بأمر الآخرة ولتعظم رغبتك في الخير ولتحسن فيه نيتك فإن الله
(١٣٣)