قد انقضى وعملك قد هوى ثم تصير إلى لظى لم يظلمك الله شيئا وما ربك بظلام للعبيد قوله عليه السلام فعث من عاث يعيث إذا فسد وفي بعض النسخ فعش بالشين ومن كتبه عليه السلام قال ابن أبي الحديد وابن ميثم في شرحيهما على النهج كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية أما بعد فإن الدنيا حلوة خضرة ذات زينة بهجة لم يصب إليها أحد إلا وشغلته بزينتها عما هو أنفع له منها وبالآخرة أمرنا و عليها حثثنا فدع يا معاوية ما يفنى واعمل لما يبقى واحذر الموت الذي إليه مصيرك والحساب الذي إليه عاقبتك واعلم أن الله إذا أراد بعبد خيرا حال بينه وبين ما يكره ووفقه لطاعته وإذا أراد بعبد شرا أغراه بالدنيا وأنساه الآخرة وبسط له امله وعافته عما فيه صلاحه وقد وصلني كتابك فوجدتك ترى غير غرضك وتنشد غير ضالتك وتخبط في عماية وتتيه في ضلالة وعصم بغير حجة وتلوذ بأضعف شبهة فاما سؤالك إلى المشاركة و الاقرار لك على الشام فلو كنت فاعلا ذلك اليوم لفعلته أمس
(٥٤)