وقال في المعادن أيضا ص 197 فلما بلغ أمير المؤمنين عليه السلام ما عرج (أي زياد بن أبيه) عليه من القسوة والجفوة أخرج إليه سعدا مولاه يحثه على حمل مال البصرة إلى الكوفة فكانت بينه وبين سعد منازعة في ذلك فرجع سعد وشكاه من شنيع ما أتى به هنا لك فكتب أمير المؤمنين صلوات الله عليه في ما كتب إليه يلومه على ما جرى لعله يذكر أو يخشى إما بعد فإن سعدا ذكر انك شتمته ظلما وتهددته (هددته) وجبهته تجبرا وتكبرا فما دعاك إلى التكبر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله الكبر رداء الله فمن نازع الله ردائه قصمه وقد أخبرني انك تكثر من الألوان المختلفة في الطعام في اليوم الواحد وتدهن كل يوم فما عليك لو صمت لله أياما وتصدقت ببعض ما عندك محتسبا وأكلت طعامك مرارا قفارا فان ذلك شعار الصالحين أتطمع و أنت متمرغ في النعيم تستأثر به على الجار والمسكين والضعيف و الفقير والأرملة واليتيم أن يحسب لك أجر المتصدقين وأخبرني انك تتكلم بكلام الأبرار وتعمل عمل الخاطئين فان كنت تفعل ذلك فنفسك ظلمت وعملك أحبطت فتب إلى ربك يصلح لك عملك واقتصد في أمرك وقدم الفضل ليوم حاجتك وأدهن غبا فاني سمعت رسول الله
(١١١)