هو إما بعد فإني قد بعثت إليكم عبدا من عباد الله لا ينام أيام الخوف ولا ينكل عن الأعداء حذار الدواير لا نأكل من قدم ولاواه في عزم من أشد عباد الله بأسا وأكرمهم حسبا أضر على الفجار من حريق النار وأبعد الناس من دنس أو عار وهو مالك بن الحرث الأشتر حسام صارم لا نابي الضريبة ولاكليل الحد حليم في السلم رزين في الحرب ذو رأي أصيل وصبر جميل فاسمعوا له وأطيعوا أمره فإن أمركم بالنفير فانفروا وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا فإنه لا يقدم ولا يحجم الا بأمري وقد آثرتكم به على نفسي نصيحة لكم وشدة شكيمة على عدوكم عصمكم الله بالهدى وثبتكم بالتقوى ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى والسلام ومن كتبه عليه السلام قال ابن أبي الحديد في الجزء السادس من كتابه قال إبراهيم وحدثنا محمد بن عبد الله المدائني عن رجاله ان محمد بن أبي بكر لما بلغه ان عليا وجه الأشتر إلى مصر شق عليه فكتب عند مهلك الأشتر إما بعد فقد بلغني موجدتك من تسريح الأشتر إلى عملك ولم افعل ذلك استبطاءا لك عن الجهاد ولا استرادة لك مني في الحد ولو نزعت ما حوت يداك من
(١٣٥)