الجزء الثاني من العقد الفريد قال وقال سليمان بن أبي راشد عن عبد الله بن عبيد عن أبي الكنود قال كنت من أعوان عبد الله بالبصرة فلما ك ان من أمره ما كان أتيت عليا فأخبرته فقال واتل عليهم بناء الذي اتيناه فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ثم كتب معه إليه إما بعد فإني كنت أشركتك في أمانتي ولم يكن رجل من أهل بيتي أوثق عندي منك بمواساتي وموازرتي بأداء الأمانة فلما رأيت الزمان قد كلب على ابن عمك والعدو قد حرز وأمانة الناس قد خربت وهذه الأمة قد فتنت قلبت لابن عمك ظهر المجن ففارقته مع ا لقوم المفارقين وخذلته أسوء خذلان وخنته مع من خان فلا ابن عمك اسيت و لا الأمانة إليه أديت كأنك لم تكن على بينة من ربك وانما كدت أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عن دنياهم وغدرتهم عن فيئهم فلما أمكنتك الفرصة في خيانة الأمة أسرعت الغدرة وعاجلت الوثبة فاختطفت ما قدرت عليه من أموالهم وانقلبت بها إلى الحجاز كأنك انما حزت على أهلك ميراثك من أبيك وأمك سبحان الله إما تؤمن بالمعاد إما تخاف الحساب إما تعلم انك تأكل حراما
(١٦٠)