يستجاب لكم عليكم وعليهم يا بني بالتواصل والتباذل والتبار و إياكم والتقاطع والتدابر والتفرق وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم بنبيكم استودعكم الله واقرء عليكم السلام ورحمة الله ثم لم يزل يقول لا إله إلا الله حتى قبض صلوات الله عليه ورحمته في ثلاث ليال من العشر الأواخر ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة وكان ضرب ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان أقول المشهور أنه عليه السلام ضرب في ليلة تسعة عشر من رمضان وقبض في ليلة إحدى وعشرين منه من السنة الحالقة قال الفيروزآبادي الحالقة الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما تستأصل الموسى الشعر فلا تغيروا أفواههم محتمل الوجهين أحدهما أي لا تجيعوهم فإن الجائع فمه تتغير نكهته والثاني لا تحرجوهم إلى تكرار الطلب والسؤال فإن السائل ينصب ريقه وتنشف لهوانه وتتغير ريح فمه كذا قال ابن أبي الحديد في شرح النهج قوله لم تناظروا أي لم تمهلوا بل ينزل عليكم العذاب من غير مهلة قوله من أحدث فيها حدثا أو أوى محدثا الحدث الامر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة والمحدث يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول فمعنى الكسر من نصر جانيا وآواه واجاره من خصمه وحال بينه وبين أن يقتص منه وبالفتح هو الامر المبتدع نفسه ويكون معنى الايواء فيه الرضا به والصبر عليه فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها عليها ولم ينكرها فقد آواها قوله عليه السلام وحفظ فيكم نبيكم أي جعل الناس بحيث يرعون فيكم حرمته صلى الله عليه وآله أو حفظ سنته وأطواره فيكم أو يحفظكم لانتسابكم إليه صلى الله عليه وآله والأول أظهر.
وصيته لابنه الحسين عليه السلام تحف العقول ص 88 لعلي بن الحسن بن شعبة الحراني قال وصيته لابنه الحسين عليهما السلام يا بني أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر وكلمة الحق في الرضا والغضب