بقي من عقولنا ما نندم به على ما مضى فإني ما نقصت عقلي ولا ندمت على فعلي فاما طلبك الشام فإني لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك أمس واما استواءنا في الخوف والرجاء فإنك لست بأمضى على الشك مني على اليقين وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة وأما قولك انا بنو عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل فلعمري انا بنواب واحد ولكن ليس أمية كهاشم ولا ولا حرب كعبد المطلب ولا أبو سفيان كأبي طالب ولا المهاجر كالطليق ولا المحق كالمبطل وفي أيدينا فضل النبوة التي أذللنا بها العزيز وأعززنا بها الذيل والسلام ومن كتبه عليه السلام كتاب كتبه إلى معاوية بن أبي سفيان عن كتاب النصر ص 266 قال كتب علي بن أبي طالب عليه السلام إليه من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فإن أفضل ما شغل به المرء نفسه اتباع ما حسن به فعله ويستوجب فضله ويسلم من عيبه وان البغى والزور يزريان بالمرء في دينه
(٤٦)