قال ابن أبي الحديد وكتب عليه السلام إليه أي إلى معاوية في جوابه مكتوبة أما بعد فما أعجب ما يأتيني منك وما أعلمني بما أنت صائر إليه وليس ابطائي عنك الا ترقبا لما أنت له مكذب وأنا له مصدق وكأني بك غدا تضج من الحرب ضجيج الجمال من الأثقال وستدعوني أنت وأصحابك إلى كتاب تعظمونه بألسنتكم وتجحدونه بقلوبكم والسلام قوله عليه السلام لما أنت به مكذب أي ما أخبرني به النبي صلى الله عليه وآله من وقت الحرب وشرائطه أو اتمام الحجة واتباع أمره تعالى في ذلك ونزول الملائكة للنصرة وبكل ذلك كان لعنه الله مكذبا ومن كتبه عليه السلام قال فكتب إليه علي عليه السلام إما بعد فطال ما دعوت أنت وأولياءك أولياء الشيطان الرجيم الحق أساطير الأولين ونبذتموه وراء ظهوركم وجهدتم في اطفاء نور الله بأيديكم وأفواهكم والله متم نوره ولو كره الكافرون ولعمري ليتمن النور على كرهك ولينفذن العلم بصغارك ولتجاربن بعملك فعث في دنياك المنقطعة عنك ما طاب لك فكانك بأجلك
(٥٣)