ومن كتبه عليه السلام إلى بعض أصحابه يعظه في الكافي عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي جميلة عن الصادق عليه السلام قال كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى بعض أصحابه يعظه أوصيك ونفسي بتقوى الله من لا يحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغني الا به فان من أتقى الله عز وقوى وشبع وروى ورفع عقله عن أهل الدنيا فبدنه مع أهل الدنيا وقلبه وعقله معاين الآخرة فأطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا فقذر حرامها وجانب شبهاتها و أضر بالحلال الصافي الا ما لابد منه من كسرة يشد بها صلبه وثوب يوارى به عورته من أغلظ ما يجد واخشنه ولم يكن له فيما لابد ثقة ولا رجاء فوقعت ثقته ورجاءه على خالق الأشياء فجد و اجتهد واتعب بدنه حتى بدت الأضلاع وغارت العينات فبدل الله له من ذلك قوة في بدنه وشدة في عقله وما ذخر له في الآخرة أكثر فارفض الدنيا فان حب الدنيا يعمى ويصم ويبكم ويذل الرقاب فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل غدا وبعد غد فإنما هلك من كان
(١٤٢)