إلى ساكني البصرة نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج قال من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من قرء عليه كتابي هذا من ساكني البصرة من المؤمنين والمسلمين سلام عليكم إما بعد فإن الله حليم ذو أناة لا يعجل بالعقوبة قبل البينة ولا يأخذ المذنب عند أول وهلة ولكنه يقبل التوبة ويستديم الأناة ويرضى بالإنابة ليكون أعظم للحجة وأبلغ في المعذرة وقد كان من شقاق جلكم أيها الناس ما استحققتم أن تعاقبوا عليه فعفوت عن مجرمكم ورفعت ا لسيف عن مدبركم وقبلت من مقيلكم وأخذت بيعتكم فان تفوا ببيعتي وتقبلوا نصيحتي وتستقيموا على طاعتي اعمل فيكم بالكتاب وقصد الحق وأقيم فيكم سبيل الهدى فوالله ما اعلم أن واليا بعد محمد صلى الله عليه وآله اعلم بذلك مني ولا اعمل بقولي أقول قولي هذا صادقا غير ذام لمن مضى ولا منتقصا لاعمالهم وان خطت بكم الأهواء المردية وسفه الرأي الجائر إلى منابذتي تريدون خلافي فها أنا ذا قربت جيادي ورحلت ركابي وأيم الله لئن ألجأتموني
(١٣٢)