الكافي - الشيخ الكليني - ج ٥ - الصفحة ١١٤
فدع ما بيدك وانهض إلى الصلاة أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة (1).
3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال قال: سمعت رجلا يسأل أبا الحسن الرضا (عليه السلام) فقال: إني أعالج الدقيق وأبيعه والناس يقولون: لا ينبغي، فقال له الرضا (عليه السلام) وما بأسه كل شئ مما يباع إذا اتقى الله فيه العبد فلا بأس.
4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن يحيى الخزاعي، عن أبيه يحيى ابن أبي العلاء، عن إسحاق بن عمار قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فخبرته أنه ولد لي غلام فقال: ألا سميته محمدا؟ قال: قلت: قد فعلت، قال: فلا تضرب محمدا ولا تسبه جعله الله قرة عين لك في حياتك وخلف صدق من بعدك، فقلت: جعلت فداك في أي الأعمال أضعه؟ قال: إذا عدلته عن خمسة أشياء فضعه حيث شئت لا تسلمه صيرفيا (2) فإن الصيرفي لا يسلم من الربا ولا تسلمه بياع الأكفان فإن صاحب الأكفان يسره الوبا إذا كان ولا تسلمه بياع الطعام فإنه لا يسلم من الاحتكار ولا تسلمه جزارا فإن الجزار تسلب منه الرحمة ولا تسلمه نخاسا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال شر الناس من باع الناس. (3) 5 - أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إني أعطيت خالتي غلاما ونهيتها أن تجعله قصابا أو حجاما أو صائغا (4).

(١) في الفقيه بعد قوله: (كانوا صيارفة) يعنى صيارفة الكلام ولم يعن صيارفة الدرهم انتهى. وقال المجلسي الأول (ره) في شرحه على الفقيه: فكأنه (عليه السلام) قال لسدير: مالك ولقول الحسن البصري أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام ونقدة الأقاويل فانتقدوا ما قرع اسماعهم فأخذوا الحق ورفضوا الباطل ولم يسمعوا أماني أهل الضلال وأكاذيب رهط السفاهة فأنت أيضا كن صيرفيا لما قرع سمعك من الأقاويل ناقدا منتقدا فخذ الحق واترك الباطل (هذا ملخص كلامه أعلى الله مقامه) واليه ذهب الشيخ حسن بن الشهيد الثاني. والذي حمل الصدوق على هذا التأويل في المقام من حمل الصيرفي على صيرفي الكلام تواتر ان أصحاب الكهف كانوا من أبناء الملوك واشراف الروم ولم يكونوا تجارا رفيع الدين الحسيني (كذا في هامش المطبوع) (٢) (لا تسلمه) من أسلمه أي لا تعطه لمن يعلمه إحدى هذه الصنايع. كذا في النهاية. (في) (3) والمشهور كراهة هذه الصنايع الخمسة وحملوا الأخبار السابقة على نفى التحريم وإن كان ظاهرها عدم الكراهة لمن يثق من نفسه عدم الوقوع في محرم وبه يمكن الجمع بين الاخبار. (آت) وقوله: (من باع الناس) أي الأحرار فالتعليل على سياق ما سبق أي لا تفعل ذلك فإنه قد يفضى إلى مثل هذا الفعل أو مطلقا فالمراد به نوع من الشر يجتمع مع الكراهة. (آت) (4) يعنى زرگر.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست