أو من قبل رأسه أو من قبل رجليه، إذ لا نص في شئ من ذلك.
وقد صح عن علي انه أدخل يزيد بن المكفف (1) من قبله القبلة.
وعن ابن الحنفية: انه أدخل ابن عباس من قبل القبلة.
وصح عن عبد الله بن زيد الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: انه أدخل الحارث الخارفي (2) من قبل رجلي القبر.
وروى قوم مرسلات لا تصح في ادخال النبي صلى الله عليه وسلم.
فعن إبراهيم النخعي: انه عليه السلام أدخل من قبل القبلة.
وعن ربيعة ويحيى بن سعيد وأبى الزناد وموسى بن عقبة: انه عليه السلام ادخل من قبل الرجلين * وكل هذا لو صح لم تقم به حجة في الوجوب، فكيف وهو لا يصح؟ لأنه ليس فيه منع مما سواه.
622 - مسألة - ولا يجوز التزاحم على النعش، لأنه بدعة لم تكن قبل، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفق.
روينا من طريق مسلم: نا محمد بن المثنى نا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري نا منصور بن المعتمر عن تميم بن سلمة عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من يحرم الرفق يحرم الخير).
ومن طريق وكيع عن الربيع عن الحسن: أنه كره الزحام على السرير، وكان إذا رآهم يزدحمون قال: أولئك الشياطين.
ومن طريق وكيع عن همام عن قتادة: أنه قال: شهدت جنازة فيها أبو السوار - هو حريث بن حسان العدوي (3) - فازدحموا على السرير، فقال أبو السوار: أترون هؤلاء أفضل أو أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟! كان الرجل منهم إذا رأى محملا حمل، والا اعتزل ولم يؤذ أحدا.