557 - مسألة - سجود الشكر حسن، إذا وردت لله تعالى على المرء نعمة فيستحب له السجود، لان السجود فعل خير، وقد قال الله تعالى (وافعلوا الخير) ولم يأت عنه نهى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
بل قد حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا الوهاب بن عيسى ثنا أحمد ابن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا زهير بن حرب ثنا الوليد بن مسلم سمعت الأوزاعي قال ثنا الوليد بن هشام المعيطى ثنا معدان بن أبي طلحة اليعمري قال:
(لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له (1): أخبرني بعمل يدخلني الله به الجنة، أو قلت: ما أحب الاعمال (2) إلى الله تعالى؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال: (3) عليك بكثرة السجود لله تعالى، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله عز وجل بها درجة، وحط عنك بها خطيئة، قال معدان: ثم لقيت أبا الدرداء فسألته، فقال: مثل ما قال لي (4) ثوبان) قال أبو محمد: الوليد بن هشام من كبار أصحاب عمر بن عبد العزيز لفضله وعمله، وباقي الاسناد أشهر من أن يسأل عنهم.
وليس لاحد أن يقول: إن هذا السجود إنما هو سجود الصلاة خاصة، ومن اقدام على هذا فقد قال على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لم يقله، بل كذب عليه، إذ أخبر عن مراده بالغيب والظن الكاذب.
وقد روينا عن أبي بكر الصديق: أنه لما جاءه فتح اليمامة سجد.
وعن علي بن أبي طالب: انه لما وجد ذو الثدية في القتلى سجد، إذ عرف أنه في الحزب المبطل، وانه هو المحق.
وصح عن كعب بن مالك في حديث تخلفه عن تبوك: أنه لما تيب عليه سجد.
ولا مخالف لهؤلاء من الصحابة أصلا، ولا مغمز في خبر كعب البتة