ومأة رأس. (1) 10 - وطاف صفوان بن أمية مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يتصفح الغنائم إذ مر بشعب مما أفاء الله عليه، فيه غنم وإبل ورعاؤها مملوء. فأعجب صفوان وجعل ينظر إليه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعجبك يا أبا وهب هذا الشعب؟ قال: نعم، قال: هو لك وما فيه، فقال صفو إن: أشهد ما طابت بهذا نفس أحد قط إلا نبي وأشهد أنك رسول الله. (2) 11 - وكانت في سبي هوازن أخته (صلى الله عليه وآله وسلم) من الرضاع وهي الشيماء، قيل: وأمة حليمة. ولما قالت له الشيماء: أنا أختك يا رسول الله، قال: وما علامة ذلك؟ فأخبرته بعضة كان عضها إياها حين كان مسترضعا عندهم وأرته إياها، فعرفها وتذكر ذلك فقام وبسط لها رداءه...
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أحببت فعندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك، قالت: بل تمتعني وأرجع إلى قومي، فأعطاها نعما وشاء وغلاما وجارية. (3) 12 - وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) في أسارى بدر: " لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له. " (4) أقول: وكل هذه العطايا كانت من الغنائم، وحملها على كونها من سهمه (صلى الله عليه وآله وسلم) من الخمس مشكل بل ممنوع قطعا في بعضها.
ومحصل ما يستفاد من الآيتين الشريفتين ومن أخبار الباب الواردة من طرق الفريقين بعد إرجاع بعضها إلى بعض هو أن الغنائم كسائر الأنفال تكون من الأموال العامة التي لا تتعلق بالأشخاص ولا تدخل بمجرد الاغتنام أيضا في ملك المقاتلين، بل تقع تحت اختيار قائد المسلمين وإمامهم فيضبطها ويحفظها وينفل منها ويجعل منها الجعائل حسب ما اقتضته المصالح العامة في عصرة وبيئته وإن استوعبت