5 - وفي سيرة ابن هشام وكذا في غيرها من كتب السيرة والحديث في شأن غنائم حنين ما محصله:
" ولما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من رد سبايا حنين إلى أهلها ركب (صلى الله عليه وآله وسلم) وأتبعه الناس يقولون: يا رسول الله، اقسم علينا فيئنا من الإبل والغنم، حتى ألجأوه إلى شجرة، فقام إلى جنب بعير فأخذ وبرة من سنامه ثم قال: أيها الناس، والله مالي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فأدوا الخياط والمخيط، فإن الغلول يكون على أهله عارا ونارا وشنارا يوم القيامة.
وأعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المؤلفة قلوبهم وكانوا أشرافا من أشراف الناس يتألفهم يتألف بهم قومهم: فأعطى أبا سفيان وابنه معاوية وحكيم بن حزام والحارث بن كلدة والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى والعلاء بن جارية وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس ومالك بن عوف النصري وصفوان بن أمية كل واحد منهم مأة بعير. وأعطى دون المأة رجالا من قريش منهم مخرمة بن نوفل وعمير بن وهب وهشام بن عمر و...
لما أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أعطى من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب لم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت منهم القالة حتى قال قائلهم: لقي والله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ قال: يا رسول الله، ما أنا إلا من قومي. قال فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة.
فخرج سعد فجمع الأنصار، فأتاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
" يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها على في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم " قالوا: بلى، الله ورسوله أمن وأفضل. ثم قال:... ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار... فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: