قليل في أصحابنا، بل المشهور بينهم كونها مسافة بضم الرجوع حتى تحصل ثمانية فراسخ، ويعبرون عنها بالمسافة التلفيقية. ثم إن المشهور بين هذا المشهور تحقق التلفيق بشرط أن يكون الرجوع من يومه، وبه أفتى جل القدماء من أصحابنا. نعم مقتضى ما حكي عن ابن أبي عقيل أنه قال بالتلفيق إذا كان الرجوع قبل العشرة؛ لكنه شاذ لم يعبأ به أصحابنا.
طوائف أخبار المسألة فلنذكر أخبار المسألة حتى يتضح الحق، وهي خمس طوائف:
أخبار الثمانية الطائفة الأولى: ما تدل على أن المسافة الموجبة للقصر بريدان، أو مسيرة يوم، أو بياض يوم، أو ثمانية فراسخ، أو أربع وعشرون ميلا على اختلاف التعبيرات وإن كان مآل الكل واحدا. وظاهرها كونها بصدد بيان المسافة الواقعة بين المبدأ والمقصد، وبعبارة أخرى مقدار بعد المسافر عن مبدأ سيره، وهي أخبار:
1 - ما رواه الصدوق عن زرارة ومحمد بن مسلم أنهما قالا: قلنا لأبي جعفر (عليه السلام):
ما تقول في الصلاة في السفر؟ كيف هي وكم هي؟ فقال: " إن الله عز وجل يقول: (و إذا ضربتم) (إلى أن قال:) " وقد سافر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ذي خشب، وهي مسيرة يوم من المدينة يكون إليها بريدان: أربعة وعشرون ميلا، فقصر وأفطر فصارت سنة. " الحديث. (1) وقد ذكرناه في أول المسألة أيضا.