المسلمون عدم أحقية معاوية للخلافة لأنه طليق لا تحل له ولم يعتنق الاسلام إلا كرها (1).
لم يهتم الخلفاء في عهد الدولة الأموية بشئ من شؤون التشريع إلا قليلا كعمر بن عبد العزيز فالتشريع لم يرق تحت حمايتهم ورعايتهم كالذي كان في عهد الدولة العباسية ولم يبذل الأمويون محاولة في صبغ تشريعهم صبغة رسمية فلا ترى في الدولة الأموية مثل أبي يوسف في الدولة العباسية يحميه الخلفاء ويؤيدونه في التشريع ويوثقون الصلة بينه وبينهم وبينه وبين قضاة الأمصار ولا ترى من المشرعين من اتصل بالأمويين إلا قليلا كالزهري (2) وفي العصر الأموي كان المرجع في الفتيا أهل المدينة ولم يقطع الخلفاء أمرا دونهم كما أن فقهاء هذا العصر لم يخلفوا آثارا في الفقه مكتوبة فإنها ظهرت في العصر العباسي (3) العصر العباسي الأول لما جاء عصر العباسي الأول سنة 132 وقد اكتسح حكومة الأمويين شجع الخلفاء الحركة العلمية ومدوا أربابها بسلطانهم فانتعشت العلوم الدينية في ظلهم وترجمت الكتب من اللغات الأجنبية إلى العربية وكانت حركة النهوض أسرع إلى العلوم الشرعية من غيرها لأنهم فرضوا أحقيتهم بالأمر من غيرهم لانتسابهم إلى البيت الأموي وأنهم سيشيدون على أطلال الحكومة الموسومة بالزندقة عند أهل الصلاح نظاما منطقيا على سنة الرسول الأعظم