فما رأيته إلا صائما أو مصليا أو قارئا للقرآن وما رأيته إلا على طهارة (1) ولا يتكلم فيما لا يعينه وهو من العلماء الزهاد الذين يخشون الله ويتقونه حق تقاته (2) ومن هنا كان يرجع إليه في مشكلات الشريعة (3) وانكار الذهبي رواية مالك عنه (4) محكوم بشهادة الأعلام.
عصر الأمويين لقد بقي علماء الحديث ردحا من الزمن بين حفظه أولا وتدوينه ثانيا حتى أيام الحكم الأموي الذي يصفه أحمد أمين بقوله: لم يكن الحكم الأموي حكما اسلاميا يسوى فيه بين الناس ويكافئ فيه المحسن عربيا كان أم مولى ولم يكن الحكام خدمة للرعية على السواد وإنما كان الحكم عربيا والحكام خدمة للعرب على حساب غيرهم وكان تسود العرب فيه النزعة الجاهلية لا النزعة الاسلامية (5).
ويقول جرجي زيدان: يعد انتقال الدولة الاسلامية إلى بني أمية انقلابا عظيما في تاريخ الأمة الاسلامية لأنها كانت في زمن الخلفاء الراشدين خلافة دينية فصارت في أيامهم ملكا عضوضا وكانت شورية فصارت إرثية ويعتقد