بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والمجد تاريخ الاجتهاد لقد كانت الأمم تترامى بهم أمواج الضلال فلا ينقذون من هوة الهوان إلا ويقذفون إلى أعمق منها سادت فيهم الفوضى وطنبتت عليهم العادات الخرافية وحكمتهم النواميس المخزية فمن دماء مهدورة وغارات متتابعة وأخلاق وحشية ونظم مهتوكة وسبيل الأمن شائك وسير الانسانية متقهقر يعبدون الحجارة ويشربون الرنق ويقتاتون القد، أذلة خاسئين، يخافون أن يتخطفهم الناس.
فظهر بينهم الرسول الأقدس " محمد " صلى الله عليه وآله حاملا مصباح الهداية هاتفا بما فيه حياة البشر عامة من الطقوس الراقية والتعاليم الإلهية والنظم المقدسة فأبطل مسعى الالحاد وتفككت عرى الوثنية واندحرت عادات الجاهلية وكان دستوره المتكفل للعز الخالد.
الكتاب المجيد فإنه منبع المعارف والعلوم فاستعان به علماء العربية وفقهاء الشريعة واتخذه الفرق الاسلامية للتدليل على ما ذهبوا إليه وركن إليه الفلاسفة و أساتذة الطب في المهم من هذه المباحث.
وقد جمع الصحابة كتاب الله بتمامه في إضبارة خاصة أيام صاحب الدعوة الإلهية بأمر منه صلوات الله عليه وآله (* 1) فإن تركه هذا القانون الموحى به إليه في الجرائد والعظام كما عليه المزاعم معرض للتلف والزيادة