قدم للخطابة والإمامة والتدريس ما لم يكن مقلدا لأحد هذه المذاهب وأفتى فقهاء الاسلام طول هذه المدة بوجوب اتباع هذه المذاهب وتحريم ما عداها والعمل على هذا إلى اليوم (1) هذه لمعة مختصرة من نشوء اجتهاد المسلمين في الفقه وارتقائه.
الاجتهاد عند الإمامية إن أصحابنا الإمامية قد أذعنوا لقانون الخلافة الإلهية الكبرى التي لم يزل صاحب الدعوة (ص) طيلة حياته يجاهر بالتنويه بها وأوقف أصحابه في مواطن عديدة على أسماء من يلي أمر الأمة من بعده من أبنائه الأقدسين بعد سيد الأوصياء أمير المؤمنين (ع) وأوضح ما منحهم الباري عز وجل به من العلم بأسرار الطبايع وحوادث الكون من خير وشر وكان الأصحاب يتحفظون بما تحملوه عن أئمتهم عليهم السلام من الأحاديث في فقه الشريعة وآثارها حتى أن أبان بن تغلب وهو راو واحد حدث عن أبي عبد الله عليه السلام بثلاثين ألف حديث (2) وتضافر النقل إن أربعة آلاف رجل من المشتهرين بالعلم جمعوا من أجوبة مسائله أربعمائة كتاب عرفت بالأصول الأربعمائة (3) كلهم من أهل العراق والحجاز والشام وخراسان (4).
وهذا غير ما دون عن السجاد والباقر والأئمة بعد الصادق عليه السلام