من صنف له على مذهب أحمد بن حنبل ولما عرضت على القادر قبلها وأمضى العمل عليها (1).
ويحدث ملا عبد الله المعروف بالأفندي تلميذ المجلسي في رياض العلماء اتفاق رؤساء الأمة في زمن علم الهدى الشريف المرتضى المتوفى سنة 436 ه على تقليل الآراء في الأحكام الشرعية لئلا يوجب كثرة الخلاف قلة الوثوق بالشريعة المقدسة فتلحق بالأناجيل المبتدعة ولحصر ذلك عينوا مبلغا من المال فكل طائفة تدفعه يقرر مذهبها رسميا فاستطاع أرباب المذاهب الأربعة أن يدفعوا ذلك المقدار من المال لوفور عدتهم وعددهم وتأخر غيرهم ولم يوافق الشيعة الإمامية على هذا وعجز الشريف المرتضى عن اقناعهم فتقررت المذاهب الأربعة عند الدولة رسميا ودرس غيرها (2).
وهذه الحكاية لا تتباعد عما حكاه الحموي لأن الشريف المرتضى عاصر القادر بالله في كثير من السنين فيمكن أن ترتأي الدولة مالا خطيرا لقطع المعاذير وتقليل الآراء كما أن من المحتمل أن القادر بالله غرس هذه البذرة وتم نتاجها وتحكمت أصولها في زمن الملك " بيبرس " الذي يحدث المقريزي عنه بقوله:
لما كانت سلطنة الملك الظاهر " بيبرس البندقداري " ولى بمصر القاهرة أربعة قضاة شافعي ومالكي وحنفي وحنبلي واستمر ذلك في سنة 665 ه حتى لم يبق من مجموع أمصار الاسلام مذهب يعرف من مذاهب أهل الاسلام سوى هذه المذاهب الأربعة وعقيدة الأشعري أبي الحسن علي ابن إسماعيل وعملت لأهل المدارس والربط في سائر ممالك الاسلام وعودي من تذهب بغيرها وأنكر عليه ولم يول قاض ولا قبلت شهادة أحد ولا