والأصول والحديث والتفسير والفلسفة العالية والرجال والأدب ولم تكن الدراسة فيها على نهج ترتيب الصفوف والتدرج من صف لآخر يتلقى التلميذ دروسه من أستاذه على حسب المنهج المقرر له لا يتخطاه.
وإنما هناك حلقات تضم الفاضل والأفضل وغيرهما يلقى عليهم الأستاذ نتيجة بحثه عن أدلة الأحكام وتضارب الأقوال فيوفق بين الجميع بثاقب فكره والملكة المرتكزة فيه ويجزم بما ينتج عنده فيفيضه على الطلاب وبهذا تتجلى مقدرة الأستاذ العلمية كما يعرف مبلغ التلميذ من الفضيلة وحتى إذا تمكنت فيه ملكة استنباط الفروع من أصولها يمنحه الأستاذ الشهادة بالاجتهاد فيؤب إلى بلاده حاملا من تلك الجامعة الكبرى " النجف الأشرف " ما هو أعز عنده من كل نفيس للتبشير والدعوة إلى دين التوحيد دين السلام والأمن دين التضامن والعطف دين الإخاء والحرية وبن يسترشد الضال ويتفقه الجاهل ويقام الأمت والأود ويكون هو الفرد الأكمل لقوله تعالى: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) (1).
ولقد تخرج من هذه الجامعة مئات العلماء الأعلام الذين حازوا بفضل جدهم وسعيهم أقصى مراتب الاجتهاد وآثارهم في الفقه والأصول والعقائد والتفسير والفلسفة والرجال كلها موجودة احتفظت بها رجال العلم والأدب وقد سدت فراغا كبيرا في المكتبة العربية.
والفضل في نشرها وتسهيل الوصول إليها يعود إلى الأمة الفارسية المركزة على التشيع الصحيح فإنها التي أخرجت من المطابع آلافا منها في مختلف الفنون ولولا هذه الأمة الساهرة لما فيه حياة المذهب لأنهار التشيع من أصله لا زالت مكلوأة بنظرات رحيمة من (حجة العصر) عجل الله فرجه ولما أجاب شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي داعي السماء في سنة