العصر العباسي الثاني في العصر العباسي الثاني سنة 332 ه ظهر المجتهدون من فقهاء الاسلام وكونوا له مذاهب نسبة إليهم غير أنها لم تستمر تجاه المذاهب الأربعة التي أوقفت الاجتهاد عند حدها كما قصر التقليد على أربابها واندرس أثر المقلدين لسواهم وسد الناس باب الاجتهاد (1) بالرغم من عدم خضوع جملة من محققي علماء السنة لذلك مدعين فتح باب الاجتهاد (2) وادعى بعضهم أن من الجرأة على الله عز وجل وعلى رسوله وشريعته حصر فضل الله تعالى على بعض خلقه وقصر فهم أحكام الشريعة على طائفة خاصة (3) ويذهب محمد فريد وجدي إلى أن باب الاجتهاد والاستنباط من الكتاب والسنة مفتوح إلى يوم القيامة ولكن قصور أفهام جملة من البارزين اضطرهم إلى ستر هذا القصور بدعوى الانسداد (4).
حصر المذاهب في الأربعة اختلف في الأسباب التي أوجبت حصر المذاهب في الأربعة فالذي عليه ياقوت الحموي أن القادر العباسي المتخلف سنة 381 ه أمر أربعة من علماء الاسلام أن يصنف كل واحد منهم مختصرا على مذهبه فصنف الماوردي الشافعي الاقناع وصنف أبو الحسين القدوري مختصرا على مذهب أبي حنيفة وصنف أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن نصر المالكي مختصرا ولم يعرف