فقد جمع أصحابهم فيما تحملوه من أحاديثهم ما يزيد على الأصول الأربعمائة بكثير (1) ولم تزل تلكم الأحاديث محتفظا بها في موسوعات هامة كالأصول الأربعة:
" الأول من الأصول ": الكافي، لمحمد بن يعقوب الكليني المتوفى ببغداد سنة 329 ه الفه في حياة السفراء عن الإمام المنتظر عجل الله فرجه ويحكي ملا خليل القزويني في شرح الكافي أنه عرض على " ولي العصر " عليه السلام فاستحسنه وفي نص الشهيد الأول محمد بن مكي المستشهد سنة 786 ه زيادة أحاديثه على الصحاح الستة فقد أحصيت أحاديثه إلى ستة عشر ألف ومائة وتسعة وتسعين حديثا مع أن أحاديث البخاري بحذف المكرر أربعة آلاف ومثله صحيح مسلم بحذف المكرر وأحاديث الموطأ وسنن الترمذي والنسائي لا تبلغ عدد صحيح مسلم.
على أن الشيخ الكليني كما يقول عنه الوحيد البهبهاني المتوفى سنة 1208 ه عانى في جمعه المشاق بمسافرته إلى البلدان والأقطار واجتماعه بشيوخ الإجازات وقرب عصره من أرباب الأصول الأربعمائة والكتب المعول عليها ومضى له على تأليفه عشرون سنة (2).
" الثاني من الأصول ": من لا يحضره الفقيه، لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه المتوفى بالري سنة 381 ه " الثالث والرابع من الأصول ": التهذيب والاستبصار، لأبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي المتوفى والمدفون بداره في النجف الأشرف سنة 460 ه وقد جمع هذه الأصول الأربعة مع زيادة بعض الشرح عليها من