أن البحر غمره فإنه يصب هما غالبا ولا سيما إذا كان ماؤه عكرا وفيه حل، ومن رأى أنه سبح في بحر فإنه يعالج أمرا هو فيه ويكون محبوسا في ذلك الامر ويطول عليه بقدر ما يعالج في السباحة، ومن رأى أنه غاص في البحر وغاب ورأى مع ذلك شدة فإنه يخاف عليه من الموت من أيدي الناس أو يموت شهيدا لان الغريق شهيد وربما كان موته فجأة وعليه خطايا لقوله تعالى - مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا - وقيل من رأى أنه غرق في بحر فهو يغرق في هم الدنيا لقول بعض العرب فلان غرق في النعيم، ومن رأى أنه يغوص في بحر لاطلاع شئ منه فان يسعى في أمر ويكون مبلغه من ذلك بقدر ما طلع به، ومن رأى أنه يأخذ ماء من البحر نال من السلطان مالا أو جمع علما على قدر إصابته من الماء، ومن رأى أنه أخذ الماء من البحر فمنع فتعبيره ضده وقيل رؤيا دجلة تؤول بالخليفة ورؤيا سيحون تؤول بملك الهند ورؤيا جيحون تؤول بملك خراسان والفرات تؤول بملك الروم والنيل تؤول بملك مصر وقيل رؤيا البحر المحيط ملك كافر غالب أو من يناسبه في القول والعمل إذا كان من الملوك المسلمين الضخام، ومن رأى أنه عام في البحر المالح فلا خير فيه وكذلك الشرب منه واختلف في مائه فمنهم من قال من رأى أنه أخذ شيئا فهو حصول مال حرام ومنهم من قال حصول هم وغم ومصيبة، ومن رأى أن بحرا يجرى من الأنواع السائلة فإنه تغير ملك ذلك المكان وقيل إن كان نوعه مما يحمد في علم التعبير فهو خير في حق الملك
(٣٣٥)