أو صاروخ فضاء أو غرق في البحر أو تفجرت السفينة التي هو بها في حرب وغيرها وأكلته حيتان البحر لأن النعيم والعذاب غير مربوط بالقبر بل هو في عالم البرزخ كما دل عليه القرآن في قوله تعالى (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
وقد اختلف أهل السنة والجماعة في النعيم والعذاب، هل عائد على الروح أم على الجسد والروح، ونرى أن الأقوى أنه على الروح فقط، ولا مانع أن يكون على الجسد أيضا بطريقة لا يمكننا إدراكها، ولا يخالف هذا ظهور العذاب على بعض الأجساد في الأحيان النادرة، كما يظهر حفظ بعض الأجساد من البلى على ممر العصور والدهور أحيانا.
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (3 / 233):
" لم يتعرض - البخاري - في الترجمة لكون عذاب القبر يقع على الروح فقط أو عليها وعلى الجسد، وفيه خلاف شهير عند المتكلمين، وكأنه تركها لأن الأدلة التي يرضاها ليست قاطعة في أحد الأمرين فلم يتقلد الحكم واكتفى بإثبات وجوده " ا ه أي وجود عذاب القبر دون أن يتعرض هل هو على الروح أو عليها وعلى الجسد، وقولنا (عذاب القبر) المراد به عندنا أينما ذكرناه وكذا في كلام العلماء حسب ما نرى هو عذاب البرزخ فلا تغفل عن هذه النقطة.
وأما سؤال الملكين الوارد في الأحاديث فالصحيح عندنا أن السؤال واقع في البرزخ إن ثبت فعلا لا في نفس القبر ويحصل السؤال للمؤمنين بكل راحة وطمأنينة كما يسأل الإنسان في الدنيا عن أشياء وهو لم يقترف جريمة وهو يعلم أنه غير معذب لأن الملائكة تكون قد بشرت المؤمن عند خروج روحه بأنه من المؤمنين الناجين الذين قال الله عنهم (فروح وريحان وجنة نعيم) كما أنهم لا يخافون لأن الله تعالى وعد بذلك كما جاء في القرآن في قوله سبحانه (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
وقال تعالى: (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا